يمثل عالم الصحافة في العراق تحدياً فريداً من نوعه، حيث يجد الصحفيون والصحفيات أنفسهم في مواجهة مخاطر جمّة، تصل الى فقدان الحياة. وفي هذا السياق، تبرز قصص الصحفيات العراقيات اللواتي لم يأخذن حقهن الكافي من الذكر، فضلاً عن المفارقات العميقة المتجسدة في مسيرتهن المهنية وتجاربهن الشخصية. يهدف هذا التقرير إلى استذكار وتسليط الضوء على 35 صحفية فقدت حياتها جراء ممارسة عملها الصحفي، مستكشفاً الطريق الوعر الذي سلكته الصحفيات في سبيل الحقيقة والعدالة في العراق.
لا يخفى على احد ان الاوضاع التي مر بها العراق منذ تغيير نظام الحكم من الدكتاتوري الى الديمقراطي عام 2003 كانت اوضاع صعبة للغاية، وكانت امال الصحفيين/ات تتمثل بوجود صحافة حرة مستقلة تخلو من الضغوطات والتحديات، إلا ان الطريق لم يكن معبدا، وكان الواقع مأساوي للغاية واصبح العراق البلد الاول بعدد شهداء الصحافة والاعلام، وكانت للفترة التي تزامنت مع دخول عصابات داعش للبلاد الحصة الاكبر في عدد الصحفيات المغدورات.
تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة ومقياس مدى تقدم او تراجع الصحافة في البدان كافة حيث احتل العراق المرتبة 169 من بين 180 دولة حسب تصنيف مراسلون بلاد حدود الدولية، وجدت مؤسسة هي للتنمية الثقافية والاعلامية ان هناك ضرورة لاستذكار الصحفيات العراقيات اللواتي فقدن حياتهن لهذه المهنة، وتسليط الضوء على تضحياتهن.
هذا وتجدر الاشارة الى ان الاحصائية الواردة في التقرير هذا لا تعني لا وجود لصحفيات اخريات لم يعلن عن مقتلهن لاسباب تعود الى ذويهن، وكذلك نحاول ان نسلط الضوء على احدى الاسباب التي ادت الى تراجع نسبة الصحفيات في العراق، حيث ان وقوع مثل هذه الاحداث من اغتيالات وتهديد بالقتل وغيرها من الانتهاكات تُحدث رد فعل تجاه الصحفيات الاخريات وتدفعهن الى الانسحاب او التراجع او مغادة البلاد باكملها.
واخيرا وجدت مؤسسة هي للتنمية الثقافية والاعلامية ان من بين (35) حالة اغتيال واردة في التقرير هناك صحفية واحدة فقط القي القبض على الجاني، وهذا ما يدعنا ان نطالب بضرورة انهاء ملف الافلات من العقاب تجاه قضايا الصحفيات بصورة خاصة والصحفيين بصورة عامة.
للاطلاع على التقرير كاملا اضغط على الرابط ادناه:
الموصل اولا وبغداد ثانيا بعدد الاغتيالات
لا تعليق